جميع مزايا تخصصات علوم الحاسب وأسرار إختيارها

إن إختيارك مجال علوم الحاسب كأصل للدراسة أو تحديد كلية علوم الحاسب يتطلب تحديد القسم أوالتخصص الذي ستستمر به، و أغلب كليات علوم الحاسوب لها فروع مختلفة عادة ما يحتار الطالب  المتقدم بين الخيارات المتاحة لعدم توفر المعرفة بهذه الأقسام و لعدمم  معرفته بطبيعة الدراسة بهذه الأقسام و لا حتى أقل ما يجب أن يعرفه بعد التخرج “ما هي مجالات عمله بعد التخرج”.
اختيار تخصصك في علوم الحاسب
العض يسأل عن إختيار الأقسام وهذه التدوينة مقسمة وفق العناوين التالية إذا أردت الوصول السريع لأحد العناوين و لإختصار الزمن من أجلك:
  • ما هي دراسة علوم الحاسب.
  • هل يجب أن تختار مجال علوم الحاسب؟
  • تخصصات علوم الحاسب.
  • الخصائص الخاصة بكل تخصص على حده.
  • الوظائف المتاحة بعد التخرج.
أؤمن بأن كثير من الأصدقاء و الزملاء بحاجة إلى هذه التدوينة لذا أوصيك بمشاركتها بعد قراءتك لها عبر الأزرار أسفل التدوينة.

دراسة علوم الحاسب في سطور

كلية علوم حاسوبقبل كل شئ يجب أن تعلم ما هي الكلية التي ستدرسها، و التي تُسمى بكلية علوم الحاسب غالباً أو إسم ما من مرادفات أو معاني هذا الإسم، تختلف المسميات و يبقى الكلية واحدة.
كليات علوم الحاسب بصفة عامة تعمل على تأهيل الدارسين ليصبحوا خبراء في مجال علوم الحاسب مع التركيز على أحد المجالين: المجال التطبيقي أو المجال النظري.
لا بد أن تعرف مُسبقاً ما هو توجه الكلية التي ترغب بالدراسة فيها، فهناك فرقٌ كبير بين التوجهين و طباعُ الناس منقسمة بين مُحب للتطبيق العملي و محب للدراسة النظرية. و لمعرفة ذلك بإمكانك إعتماد إحدى طريقتين:
  1. السؤال العام لمعرفة توجه الكُلية: سؤال الخبراء يُغنيك عن كثير من الشقاء. فلن يخفى على دارسي  الكلية لسنين معرفة توجه الكلية.
  2. معرفة المنهج المُدرّس بالكلية (مُوصى به): بهذه الطريقة تعلم كم عدد المقررات التطبيقية و النظرية في كل قسم بالكلية، ثم بمعرفتك لنفسك تستطيع معرفة هل يوافقك التناسب ما بين التطبيق و النظريات. هذه الطريقة أكثر دقة و أفضل تحديداً لمعرفة مناسبة الكُلية لك لأن طباع الطلاب و توقعاتهم تختلف بلا شك.

هل يجب أن تختار مجال علوم الحاسب؟

إختيارك لكلية علوم الحاسب يعني إختيارك لمجال ربما تعش معه طيلة عمرك – إلا إذا رغبت بالتغيير- تتعلم و تعمل في إطار هذا التخصص و تُكيّف حياتك وفقاً لمتطلبات العمل في مجال علوم الحاسب.
من الشائع عن المهندس المدني مثلاً أنه يبذل جهداً بدنياً كبيراً، أما الطبيب فيقابل جميع أصناف الناس و هكذا لكل مهنة صفات عامة، لذا قبل أن تضع نفسك في مكان ربما لا ترغب أن تضع نفسك فيه حُقّ لك أن تعلم ما هي الصفات المميزة للعمل بهذا المكان، لذا أقدم لك أهم عشر صفات في مجال علوم الحاسب عشتها و تعايشت معها و التي ستقابلك حتماً إذا ما اقتحمت هذا المجال الجميل
  1. العمل المكتب لعلوم الحاسبالعمل المكتبي: قبل أن يكون الحاسب في هذه الأيام جهازاً لا غنى عنه في جميع المجالات فإنه بما لا يدع مجالاً للشك ستجلس إلى الحاسب دوماً في عملك، لا فكاك من هذه القاعدة، فإن الأعمال الحركية في مجال علوم الحاسب لها نسبة ضئيلة جداً مقارنة بالعمل المكتبي، و حتى نتائج هذه الأعمال لا بُد أن تذهب إلى الحاسب، فللطبيب سماعته و للمهندس مسطرته و لك حاسبك.
  2. تغيرات و تحديثات بصورة مهولة: من أكثر المجالات تغيراً و تحديثاً المجالات التقنية، لن تسلم بأي حال من الأحوال من هذه التحديثات. تعمل اليوم على نسخة لإحدى البرامج و غداً تستخدم نسخة أخرى مختلفة و ربما يأتي برنامج جديد بخصائص أفضل من برنامج الحالي فتفضل الإنتقال إلى الجديد، هذا شئٌ مُستمر دائم في هذا المجال.
  3. القراءة الكثيرة: و ماذا تتوقع مع هذا الكم الهائل من التغييرات و التحديثات؟ يجب أن تواكب التحديثات و إلا ستصبح ديناصوراً لن يستطيع أداء مهامه لأن التقنية قد سبقته في وقت يجب أن يكون هو قائد سفينة عمله!.
  4. العمل كفريق: العمل في مجال علوم الحاسب ليس عملاً فردياً بتاتاً، سواءً كان عملُك بحثياً أو تطبيقياً ستكون ضمن فريق ما لم تُخالف القواعد الإحترافية للعمل، و هذا عادة ما يفرق بين من يعمل في مجال علوم الحاسب كهاوٍ و من يحترف العمل، فغالب الهواة يعملون لوحدهم، و لكنك كمُحترف فلن تكون وحيداً.
  5. تركيز حتى الثمالة: إقترن شُرب القهوة بمجال علوم الحاسب، و خاصة مجال البرمجة، هل تدري ما هو السبب؟ سأخبرك أنك ببساطة يُطلب منك ربط عدد كبير من الأفكار و الأعمال المتشعبة و المتشابكة من مجالات مختلفة بصورة تُصبح صحيحة 100%، عقلك سيعمل كما لم يعمل من قبل و لكن لن تصل لدرجة الكمال هذه، فسيقبل الجميع نسبة 99.99% لا بأس بها 🙂 .
  6. تحديات كبيرة: في عصرنا هذا أصبح كُل شئ يعمل بنظام حاسوبي، فخوارزميتك التي إدعيت  صحتها رُبما تُستخدم في جهاز في غرفة العناية المركزة، أو أن يُستخدم برنامجك في منصة لإطلاق الصواريخ و بلا شك لن يُعجبك أن يهبط عليك صاروخ أُطلق إلى الفضاء –– حفظك الله- فنتائج أعمالك لها آثار كبيرة تصنعُ تحديات و مسؤوليات كبيرة.
  7. المهام المزدوجة في علوم الحاسبموت المجال: هذا الحدث مما يؤرق الكثير من مُختصي مجال علوم الحاسب، و يحدث دائماً، أن يكون المجال الذي بذلت فيه جهدك و حياتك لا داعي له بعد الآن، مثلاً إذا تم إكتشاف نظام يؤدي دور المبرمج فما هي نسبة موت مجال العمل بالنسبة للمبرمجين؟ لكن لا تقلق، عادة منيُحافظ على القراءة و الإطلاع يُحول تخصصه إلى مجال  قريب ببعض القراءة و كثير من المواكبة للتطورات و لن يُعاني إلا من يُدعىى  بـ “الديناصور”.
  8. الطوارئ: مثلُك مثلُ الطبيب. تُستدعى أو تُجبرك الحاجة إلى أداء الأعمال خارج أوقات العمل، مثالُ ذلك أن تكُن الأنظمة التي تعمل عليها توقفت لسبب ما ليلاً، و هي أنظمة حرجة يجب أن تعمل صباحاً، أذكرُ إحدى الشركات المتوسطة كان توقف النظام لمدة ساعة يؤدي إلى خسارتها آلاف الدولارات، أفلا تتوقع أن تعمل كطبيب طورئ في هذه الحالة؟ و على ذلك قس.
  9. المهام المزدوجة: بلا شك أنك تستطيع أن تؤدي مهمة واحدة في اللحظة الواحدة، و لكن لن تكون في قائمة مهامك مهمة وحيدة إطلاقاً، و لا تتوقع أن عدم إكمالك لمهمة يعني أن المهمة الأُخرى تنتظر، كثيراً ما ستعمل على أكثر من مهمة، ربما خمس أو ست في نفس الوقت و لم تُكمل أياً منهم، و ذلك وفقاً لمُتضى العمل و تحديثات العمل و إدارتك لمهامك و طلبات مدرائك أيضاً.
  10. طلبات خارج التخصص: من الأشياء المرحة، و لكن لا أدري لماذا كثيرٌ من الناس يتضايق من ذلك، تأتيك تلك الطلبات من قبل المعارف و الأصدقاء ربما، إذا كُنت محللاً للنظم يطلبُ منك شخصٌ ما تحميل نظام الويندوز بما أنك قد درستَ علوم الحاسب، فهو لا يعلم عن هذه التخصصات! و لكن ما أقوله لك و أنصحك به إن وضعك خطاك في هذا المجال أن لا تغضب و لا تترفع على أحد، إن إستطعت فافعل و إن لم تستطع فاعتذر بلباقة، فإن الله قد وهبك علماً و لم يهب سائلك فلا تُسيء شُكر هذه النعمة.

تخصصات علوم الحاسب

عندما أتحدث عن تخصصات علوم الحاسب فإني أعني الكليات المندرجة تحت مجال علوم الحاسب، أما التخصصات العملية فتتشعب في مجالات العمل لعشرات، و لكن جميع مجالات العمل تندرج تحت هذه التخصصات.
في نظري فإنه توجد مُعضلة بسيطة لا بُد لكُل طالب أن يُحاول سبر أغوارها بنفسه و ليس لها حل واضح و هي أن بعض الأقسام في بعض الكُليات قد يكون لها مُسميات مُتشابهة و لكن مُقرارتها مُختلفة و العكس صحيح. فلا بُد لك إن أردت إختياراً صحيحاً أن تتحصل على المقررات التي ستدرسها بالإضافة إلى مُسمى القسم، فهذان هما ما سيصنعان مستقبلك بإذن الله.

علوم الحاسب – Computer Science

  • يهدف إلى: تعليم الدارس تفاصيل عمل الحاسب و طرق التحسين و التعديل و الإضافة و الإستفادة من الحاسب.
  • طبيعة الدراسة: تتطرق الدراسة إلى التفاصيل الدقيقة لعمل الحاسب ما يجعل بعض المعلومات الكهربائية و الرياضية جزءاً أصيلاً من دراسة هذا المجال بالإضافة إلى العلوم المتعلقة بالحاسب.
  • طبيعة العمل بعد التخرج: يُمهد قسم علوم الحاسب الطريق إلى العمل في المجالات البحثية في علوم الحاسب بالإضافة إلى البرمجة منخفضة المستوى و البرمجة الإحترافية.

نظم المعلومات – Information Systems

  • يهدف إلى: تعليم الدارس أنواع نظم المعلومات التقليدية و الحاسوبية و طرق تحسينها و تحويل النظم التقليدية إلى حاسوبية.
  • طبيعة الدراسة: تتطرق الدراسة إلى أنواع النُظم التقليدية عموماً ما يتطلب دراسة بعض العلوم الإجتماعية المتعلقة بالحاسب بالإضافة إلى طرق إنشاء الأنظمة و برمجتها.
  • طبيعة العمل بعد التخرج: يُمهد قسم نظم المعلومات الطريق إلى العمل في تحليل و تطوير الأنظمة و البرمجة عالية المستوى.

الشبكات – Networks

  • يهدف إلى: تعليم الدارس طرق تصميم وتنفيذ وادارة الشبكات وحمايتها بالاضافة للتفاصيل الدقيقة لانتقال البيانات عبر الشبكات.
  • طبيعة الدراسة: تتطرق الدراسة الي التفاصيل الدقيقة لتصميم وتنفيذ و ادارة الشبكات مايتطلب بعض الجهد الحركي في المعامل بالإضافة إلى المواد البرمجية.
  • طبيعة العمل بعد التخرج: يُمهد قسم الشبكات الطريق إلى العمل في مجالات تصميم و تنفيذ و إدارة و حماية الشبكات.

تقنية المعلومات – Information Technology

  • يهدف إلى: تعليم الدارس التقنيات الحديثة و إعداده لمواكبة التقنيات و دمجها مع النظم البرمجية المختلفة.
  • طبيعة الدراسة: تتطرق الدراسة إلى الجانب العملي للتقنيات المتوفرة و الجانب العملي لإنشاء النظم و طُرق ربطها .
  • طبيعة العمل بعد التخرج: يُمهد قسم تقنية المعلومات الطريق إلى العمل في المجالات التقنية و الدعم الفني و تكامل الأنظمة و أنظمة التحكم.

هندسة البرمجيات – Software Engineering

  • يهدف إلى: تعليم الدارس الأساليب الممنهجة و المعيارية لتطوير النظم و طرق تطوير هذه الأساليب و إدارتها.
  • طبيعة الدراسة: تميل الدراسة إلى الجانب النظري القابل للتطبيق، فتجد أن النظريات و الأساليب و المناهج تغلب على مواد القسم و لكن أغلبها يتم تطبيقه في البيئات العملية المعيارية.
  • طبيعة العمل بعد التخرج: يُمهد قسم هندسة البرمجيات الطريق إلى العمل في مجال إدارة المشاريع التقنية و إعداد المناهج و الأساليب المتبعة في العمل التقني.

الخصائص الخاصة بكل تخصص على حده

في الجدول التالي وضعتُ تقييماً لبعض الخواص التي أرى لها تأثيراً على اختيارك للقسم الذي ترغب بدراسته، فالخواص تتفاوت وفقاً لكل قسم من أقسام علوم الحاسب.
الأوزان هي 0، 20، 40، 60، 80، 100.
الوزن 0 يعني لا يوجد تركيز يُذكر لهذه الخاصية على القسم.
الوزن 100 يعني أن لهذه الخاصية تركيز كبير جداً على القسم.

خطوات إختيار التخصص

الطريق إلى اختيار التخصصإن كان من خطوات بإمكانك إتخاذها لتحديد هل تدرس مجال علوم الحاسب أم لا فهي كالتالي
  • تحديد طباعك و ميولك الشخصية و رغباتك.
  • معرفة الصفات العامة لمجال علوم الحاسب، هل تتفق مع طباعك و ميولك و رغباتك؟.
  • معرفة صفات كُل قسم من أقسام علوم الحاسب.
  • تحديد القسم الذي ترغب بدراسته.
  • البحث عن الجامعات التي يتوفر بها القسم المحدد.
  • التقديم لهذه الجامعات.

الوظائف المتاحة بعد التخرج

مجالات العمل علوم الحاسب
ما يحدث في الشركات العربية الصغيرة و المتوسطة في الغالب أنهم يعاملون خريج كلية علوم الحاسب من أي قسم ما عدا الشبكات نفس المعاملة بلا اختلاف، نسبة لعدم إنتشار المعلومات الكافية التي تكفل لمن هو خارج التخصص معرفة الفرق بين الأقسام و إنما يكفيهم أن إسم الكلية يحتوي كلمة الحاسب، أما الشبكات فمجالها مُختلف و بها جزء عملي لا تدرُسه بقية الأقسام لذا وظائف الشبكات تتطلب خريجي قسم الشبكات غالباً أو على الأقل تكُن لهم الأولوية في مجالهم.
أضف على ذلك عزيزي أنه بعد تخرجك من أي قسم كان في مجال علوم الحاسب فإنك تضع اللبنة الأولى على طريق علوم الحاسب، و لكن لا تُغفل وجود عشرات التخصصات الدقيقة التي بإمكانك التخصص بها و طرق أبوابها و الحصول على الخبرات منها.
أوضح لك في الجدول التالي بعضاً من المهن المشهورة في مجال علوم الحاسب و التخصصات التي أنصحك بها إذا رغبت بالعمل بإحدى هذه المهن، و ستلاحظ التكرار بين بعض الأقسام المختلفة نسبة لعمومية الدراسية و التي إلى حد أعتبرها مرونة مُناسبة لتصحيح المسار بعد التخرج.
ختاماً أتمنى لك التوفيق في مسارك الدراسي و العملي، قدمتُ لك حصيلتي المعرفية التي رأيتُ أنها قد تُعينك على إتخاذ قرار صحيح في أمر مصيري، 

تعليقات